(الجيوش) وحرب الكورونا
الجيوش لها قدرات هائلة تمكنها من التعامل مع الأوبئة، بجانب أن أفرادها مدربون على العمل في عالم من الأسلحة البيولوجية والكيميائية وحالات الإصابات الحرجة والكوارث أضف إلى ذلك الانضباط الصارم والقدرة على التعامل مع كل الضغط النفسي والعصبي والجسدي متى ما اقتضت الضرورة.
تملك القوات المسلحة والمنظومة العسكرية عدداً مقدراً من المعدات الثقيلة وتجهيزات الحماية الشخصية اللازمة للعمل داخل بيئة مصابة. أيضاً، تحظى القوات النظامية بمؤسسات طبية ضخمة على امتداد رقعة السودان بالإضافة إلى بنية تحتية وقدرات بحثية يمكن تطبيقها على العلاجات التكتيكية والبحث عن لقاحات وعقاقير إن هي ارادت ذلك.
بجانب ذلك، تملك القوات النظامية القدرات اللوجستية التي تمكنها من نقل القوة البشرية والمعدات، بل ومستشفيات كاملة عبر أرجاء السودان في غضون أيام أو حتى ساعات. وأخيراً، تتميز غالبية المؤسسات العسكرية بثقافة الخدمة، مما يعني أن أفرادها سيكونون على استعداد للتضحية في مواجهة أخطار شخصية، مما يجعل من القوات النظامية في مثل هذه المواقف مزيجاً ثرياً من القدرات.
أما النبأ المؤسف هنا فهو أن السيطرة على الأمراض ليست من المجالات التي يتركز عليها اهتمام وزارة الدفاع، والمؤسسات العسكرية الأخرى عموما و هذا الامر ملاحظ حول العالم.
كما ان الجيش او المنظومة العسكرية تحتاج للتفويض و التكليف في عمليات التدخل عدا الاطلاع على المعلومة
والمعلومة الغائبة والحقيقة.
لا أحد يعلم حقيقة الوضع الوبائي في السودان ويتفق الكثير من الأطباء أن ما نعيشه ما هو إلا قمة جبل الجليد.
وأن فيروس الكورونا كما هو مهدد للصحة العامة فهو مهدد للأمن القومي كونه يضرب المنظومة الصحية التي سريعا ما تنهار خصوصا في الدول الهشة صحيا و يمكن اعتبار السودان إحدى تلك الدول.
حرب الفيروسات حرب معلومات في المقام الاول فالارقام و الاحصائيات قد تساعد في التنبوء بما قد يمكن ان يحدث في المستقبل القريب ناهيك ان المعلومات ان وضعت في صياغ معين اصبحت معرفة و بالبحث في المعرفة قد نجد روابط تحل الكثير من الاسئلة الغامضة حول الفيروس.
والاروع ان استطعنا تحويل البيانات الي رسومات او خرط قد تخبرنا اين يكمن الخطر واكثر المدن اصابة او حتى الاحياء ويمكن للمنظومة العسكرية بما تملك من شبكات اتصال وامكانات انشاء غرفة مراقبة للوضع الوبائي في البلد بحيث يمكن جمع الكثير من المعلومات من مصادر متعددة.
فكما نعلم لحل معادلة فيها اكثر من متغير نحتاج الى الربط بين تلك المتغيرات وهذا ما يمكن فعله عبر غرفة عمليات تتابع الوضع الصحي وتقارير الوزارات الصحية وبيانات السجل المدني من وفيات حصرا.
في حين انفلات الأمر تماما يمكن للمؤسسة العسكرية تقديم خدمات صحية في المناطق المتاثرة بهدف تقليل الخسائر او اسناد المنظومة الصحية في المنطقة وان اصبح الامر كارثي يمكن للمنظومة العسكرية التدخل بمستشفيات ميدانية وخدمات متخصصة كالتعامل مع الجثث ونقل المصابين وعمليات الاخلاء ناهيك عن تامين المواقع.
عليه اقترح:
١/ انشاء غرفة مراقبة الكورونا
تتكون من اطباء واخصائي احصاء وباحثين ورجال تحري هدفها متابعة تفشي الفيروس علي مستوى الاحياء والمدن.. ان تمكنا من فعل ذلك يمكن انشاء خريطة التفشي المرضي او صنع نموذج محاكاة و حوسبة للوضع الصحي.
٢/ تجهيز وحدات تدخل طبي سريع، مكونة من طواقم طبية مدربة علي عمليات الاسناد ااطبي ولديها القدرة على الانتشار في المناطق والمدن متى ما دعت الحاجة.
٣/ إنشاء وحدات التعامل مع المهددات البيولوجية والتعقيم التي تتدرب علي التخلص اللائق بالجثث وتعقيم الاماكن الاستراتيجية متى ما دعت الحاجة.
٤/ إنشاء خدمة الدعم اللوجستي للخدمات الاخرى.
ويمكن تدريب الشرطة على عملية نقل المصابين إلى مراكز العزل او المستشفيات.
٥/ في حالة الكارثة يمكن تجهيز مستشفي او مستشفيات ميدانية تقدم خدمات متخصصة لدعم النظام الصحي المنهار.
مما شهده العالم وعاشته كثير من الدول بعد عدد من الاوبئة يمكن للقوات النظامية تقليل اثر الاصطدام او اقلها للمساعدة.
مما سبق انصح بانشاء غرفة مراقبة للوضع الصحي تجمع و تقارن تقارير الوزارات والسجل المدني والمجتمع المدني والمحلي وتحاول ان تضع تلك المعلومات في شكل قاعدة بيانات او خرط وبائية
تعكس الوضع الوبائي والصحي العام تحت مظلة مشتركة من المدنين والعسكر.
